الأسواق العالمية تشهد خسائر كبيرة، والمتداولين يتذكرون الاثنين الأسود!!
بصفة عامة، الناس يشعرون بالخوف ويبيعون كل شيء. وعندما تحدث مثل هذه الحركات السريعة عادة، تتوقف بسرعة أيضًا، مما يخلق العديد من الفرص. في النهاية، الهدف هو تجنب الخسائر الكبيرة وتحقيق أداء جيد.
ماذا يحدث عالميًا: خسائر بالجملة
تتوالى الخسائر؛ بينما يتطلع المتداولون إلى بنك الاحتياطي الفيدرالي؛ حيث انخفضت الأسواق بصورة كبيرة.
بما في ذلك سجّلت مؤشرات الأسهم اليابانية تراجعًا بنسبة 12٪ في عمليات بيع تاريخية..
وهبطت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بأكثر من 4٪، وهبطت الأسهم اليابانية بأكبر قدر في أكثر من عقد.
وذلك؛ مع تكثيف المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، حيث زاد المتداولون من رهاناتهم على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيتدخل بخفض طارئ لأسعار الفائدة، مما وضع احتمالات بنسبة 30٪ لخفض ربع نقطة.
ومع كل ذلك ضعف الدولار، وانخفض عائد سندات الخزانة لمدة 10 سنوات إلى أدنى مستوى لها في عام.
وارتفع مؤشر الخوف في وول ستريت، مؤشر التقلب CBOE، إلى أعلى مستوى له منذ عام 2020.

وانخفضت Nvidia Corp. و Apple Inc. و Tesla Inc. بأكثر من 7٪ في تداولات ما قبل السوق.
وأعلنت شركة Berkshire Hathaway Inc يوم السبت أنها خفضت حصتها في Apple بنحو 50٪ كجزء من موجة بيع ضخمة في الربع الثاني، وهذه علامة من الممكن أن تُشير إلى الشراء من المستويات المنخفضة الحالية.
كما انخفضت شركات صناعة الرقائق بما في ذلك Intel Inc. و Advanced Micro Devices Inc.
مخاوف التباطؤ الاقتصادي تتسبب في تراجع الأسواق العالمية وارتفاع الين
وتستمر الأسواق في التراجع الذي شهدته الأسبوع الماضي، عندما أثار تقرير الوظائف الأميركي الضعيف مخاوف من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يتحرك بالسرعة الكافية لمنع تباطؤ اقتصادي حاد.
وبلغت موجة البيع ذروتها في اليابان مع اندفاع المتداولين إلى التخلص من صفقات التداول ، مما أدى إلى ارتفاع الين وتسبب في هبوط مؤشر توبكس للأسهم بنسبة 12% وإغلاق اليوم بأكبر انخفاض في ثلاثة أيام في البيانات التي تعود إلى عام 1959.
وسعى المستثمرين إلى الملاذات الآمنة في السندات الحكومية والفرنك السويسري.
وقد وضع خبراء الاقتصاد في مجموعة جولدمان ساكس احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة في العام المقبل بنسبة 25%، مما زاد من توقعاتهم من 15% السابقة.
أبرز التحركات على الأصول المالية المختلفة
الأسهم
انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بنسبة 4.5%، وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 2.1%.
العملات
انخفض مؤشر بلومبرج للدولار الفوري بنسبة 0.2%، وارتفع اليورو بنسبة 0.4% إلى 1.0951 دولار، وانخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.3% إلى 1.2757 دولار، وارتفع الين الياباني بنسبة 2.6% إلى 142.66 مقابل الدولار
العملات المشفرة
انخفضت عملة البيتكوين بنسبة 14% إلى 51151.96 دولار، وانخفض الإيثريوم بنسبة 18% إلى 2,247.39 دولار
السندات
انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار سبع نقاط أساس إلى 3.72%، وانخفض العائد على سندات ألمانيا لأجل 10 سنوات بمقدار سبع نقاط أساس إلى 2.11%، وانخفض العائد على سندات بريطانيا لأجل 10 سنوات بمقدار ست نقاط أساس إلى 3.77%
السلع الأساسية
انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2% إلى 72.05 دولار للبرميل، وانخفض الذهب الفوري بنسبة 2.2% إلى 2,388.79 دولار للأوقية.
الأسواق تتوقع خفضًا محتملًا للفائدة وجولسبي يتعهد بتعديل السياسة وفقًا لظروف الاقتصاد

وبعد ما حدث من انخفاضات ومخاوف؛ في يوم الاثنين، تعهد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستن جولسبي بأن البنك المركزي سوف يتفاعل مع علامات الضعف في الاقتصاد.
وعندما سُئل عما إذا كان الضعف في سوق العمل وقطاع التصنيع قد يدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى الاستجابة، لم يلتزم جولسبي بمسار عمل محدد ولكنه قال إنه لا معنى للاحتفاظ بموقف سياسي مُتشدد إذا كان الاقتصاد يضعف.
حيث إن وظيفة بنك الاحتياطي الفيدرالي واضحة للغاية، وهي المحافظة على أرقام سوق العمل، واستقرار الأسعار والحفاظ على الاستقرار المالي؛ وهذا ما سنفعله..
وأجريت المقابلة في ظل حالة من الاضطراب في الأسواق؛ والعواصف المواتية.
جولسبي: الأرقام الحالية لا تشير إلى ركود، لكن الفيدرالي قد يعيد النظر في سياسته
واستمرت التحركات في مسار هبوطي بدأ يوم الخميس من الأسبوع الماضي، بعد يوم من اختيار بنك الاحتياطي الفيدرالي عدم خفض أسعار الفائدة، مما أثار مخاوف من ضعف الاقتصاد.
وقد تصاعدت هذه المخاوف يوم الجمعة عندما قالت وزارة العمل إن الوظائف غير الزراعية زادت بمقدار 114 ألف وظيفة فقط وارتفع معدل البطالة إلى 4.3%، مما أثار إشارة بأن الاقتصاد قد يكون في حالة ركود.
ومع ذلك، قال جولسبي إنه لا يعتقد أن هذا هو الحال؛ وقال: إن أرقام الوظائف تأتي أضعف من المتوقع، لكنها لا تبدو وكأنها ركود حتى الآن؛حيث أن الفيدرالي أثبت قوته في مكافحة التضخم؛ وهو يعتقد أن الاقتصاد يتجه إلى اتخاذ قرارات بالوقت الحالي..
توقعات الفائدة، ماذا بعد؟!
تتوقع الأسواق أن يتجه بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى وضع تخفيف للفائدة، بدءًا من سبتمبر بخفض يُقدّر بــ 0.5 نقطة مئوية والذي تم تسعيره بالكامل الآن كما تم قياسه بعقود آجلة لأموال بنك الاحتياطي الفيدرالي لمدة 30 يومًا.
ويتوقع المتداولون أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار 1.25-1.5 نقطة مئوية بحلول نهاية العام، وفقاً لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME.
ما أشبه اليوم بالبارحة، الأسواق تتذكر يوم لا يُمكن نسيانه
ما حدّث من انخفاضات كبيرة، يُعيد للأذهان ما شهدته الأسواق في الإثنين الأسود، قبل عقود.
وهو انهيار حاد في سوق الأسهم: حدث في 19 أكتوبر 1987، وفقد داو جونز الأمريكي قرابة 22%، في جلسة واحدة، وألقى بظلاله على أسواق الأسهم العالميةآن ذاك.
وبعد ما حدث في وقتها قرّرت، هيئة الأوراق المالية، والبورصات، إعادة تقييم لوائح السوق: حيث وقف التداولات في حال حدث انخفاضات في المستقبل بهذه الصورة المرعبة.
وفي هذا الوقت قام الفيدرالي بخفض الفائدة في أعقاب الانهيار بمقدار نص نقطة مئوية، وكاستجابة لما حدث في الأسواق.. وقام بضخ مليارات الدولارات، عبر برنامج التيسير الكمي، وهو أحد الأدوات الهامة، في السياسة النقدية، حيث زيادة السيولة في النظام المالي.. فهل نحن نشهد تكرار للمأساة…
لنتابع!!