تقرير الأحداث الاقتصادية لأسبوع 27 -31 يناير 2025!!
تطورات اقتصادية ترسم ملامح الأسبوع الأخير من يناير 2025
يشهد الأسبوع الأخير من شهر يناير أحداثًا اقتصادية حاسمة على مستوى العالم، من بينها قرارات جوهرية للبنوك المركزية في كل من الولايات المتحدة، كندا، وأوروبا..
هذه التطورات لا تقتصر على التأثير المحلي بل تمتد لتشكّل ديناميكيات الأسواق العالمية، في ظل ضغوط التضخم، توترات التجارة الدولية، وانعكاسات السياسات النقدية على الاقتصادات الكبرى.
وفي هذا التقرير، نستعرض أبرز المحاور الاقتصادية التي ينتظرها العالم هذا الأسبوع، قرارات الفيدرالي الأمريكي، تحركات البنك المركزي الأوروبي، وتوجهات بنك كندا، بالإضافة إلى الأرقام الاقتصادية الأمريكية المرتقبة التي ستحدد ملامح الاقتصاد العالمي.
ترامب يدعو السعودية لخفض أسعار النفط..

الصورة - للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمة دافوس الأسبوع المنصرّم..
دعّا ترامب لخفض أسعار النفط في خطابه المٌصورّ أمام منتدى دافوس، يوم الخميس 23 يناير - حيث يضغط ترامب علنًا على المملكة العربية السعودية. وقال: "سأطلب من المملكة العربية السعودية وأوبك خفض تكلفة النفط.
حيث حث الرئيس الأميركي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على خفض أسعار النفط الخام. والهدف هو الحد من عائدات الدولة الروسية وإجبار فلاديمير بوتن على التفكير في حل سياسي للصراع الأوكراني.
وبحسب ترامب، فإن انخفاض أسعار النفط من شأنه أن "ينهي" الحرب في أوكرانيا ويجلب الرخاء. ويرى الرئيس أن هذا يشكل مفتاحا سحريا لحل بعض التحديات الداخلية التي يواجهها.
وفي غياب أي رد فعل من جانب السعودية، كان لتصريح ترامب تأثير فوري على الأسواق؛ حيث أدى إلى انخفاض أسعار النفط؛ بما في ذلك انخفض برميل النفط الخام من تكساس بنسبة 1% إلى 75 دولارا (71.50 يورو).
وعلى صعيد قرارات أوبك؛ كان آخرها في ديسمبر 2024، حيث مدّدت السعودية وروسيا وستة أعضاء آخرين في أوبك+ إجراءاتهم لخفض الإنتاج بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا في السوق العالمية لمنع الأسعار من الانخفاض بشكل كبير.
ومن المقرر أن يستمر هذا الإجراء حتى مارس 2025، قبل أن يتم التخلص منه تدريجيا على مدى عام واحد.
الفيدرالي الأمريكي يواجه ضغوط ترامب..

لقطة شاشة حصرية من FedWatch - CME Group
من المتوقع أن يعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن قرار الفائدة يوم الأربعاء من هذا الأسبوع، حيث يتطلع صناع السياسات إلى مواصلة معالجة التضخم تحت التدقيق الوثيق والصريح من الرئيس دونالد ترامب.
وبالنظر لعام 2024؛ خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة الرئيسي للإقراض بمقدار نقطة مئوية كاملة في الأشهر الأربعة الأخيرة من عام 2024 وأشار إلى أنه سيتحرك بحذر أكبر في المستقبل.
التحدي الذي يواجه بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع هو كيفية التوقف مؤقتا عن رفع الفائدة؛ والتوصل بشأن نهج يعتمد على البيانات بشأن التخفيضات المستقبلية دون إثارة غضب القائد الأعلى دونالد ترامب؛ الذي أعرب عن رغبته في خفض الأسعار.
وشهدت الأسواق المالية احتمالية تزيد عن 99 في المائة بعد ظهر الجمعة أن يصوت بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء على إبقاء أسعار الفائدة عند مستواها الحالي بين 4.25 و4.50 في المائة، وفقا لبيانات من مجموعة سي إم إي.
ولكن ما يجب أن ننتبه إليه؛ أن انتقاد ترامب العلني لبنك الاحتياطي الفيدرالي وباول - الذي رشحه لإدارة البنك المركزي الأمريكي - أمر غير معتاد، ويتعارض مع السياسة التي انتهجها معظم الرؤساء الآخرين.
البنك المركزي الأوروبي يستعد لخفض الفائدة هذا الأسبوع..

لقطة شاشة توضح - أرقام مؤشر مديري المشتريات الأسبوع المنصرم، حيث يشهد أداء مشُجعًا لمنطقة اليورو..
الأعين هذا الأسبوع ستتجّه أيضًا للبنك المركزي الأوروبي، حيث من المتوقع أن يخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة؛ بمقدار 25 نقطة أساس إلى 2.75%..
وتقدر الأسواق احتمالات حدوث مثل هذه النتيجة بنسبة 96%؛ وقد شهدت الخلفية الاقتصادية للاجتماع القادم؛ ارتفاعًا في التضخم السنوي الرئيسي إلى 2.4% من 2.2%، واستقرار التضخم الأساسي عند 2.7%..
وسينظر صناع السياسات في الارتفاع في التضخم؛ مع تحقيق العودة إلى هدف البنك في عام 2025. مع بقاء القلق الأكبر قائمًا بشأن آفاق النمو.
ومع ذلك، وعلى أساس مشجع إلى حد ما، شهدت بيانات مؤشر مديري المشتريات الأولية لشهر يناير عودة المقياس المركب إلى منطقة التوسع.
. في هذه المرحلة، تخيم على التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو؛ التهديدات بفرض تعريفات جمركية من جانب إدارة ترامب، حيث أعلن الرئيس أن الولايات المتحدة ستصحح العجز مع الاتحاد الأوروبي من خلال التعريفات الجمركية أو من خلال شراء النفط والغاز الأميركيين.
وفي هذه المرحلة، امتنعت الرئيسة لاجارد عن استخلاص أي استنتاجات من احتمال فرض تعريفات جمركية على الاتحاد الأوروبي، وفقًا لتصريحات أدلت بها في دافوس.
أرقام أمريكية هامة هذا الأسبوع..

صورة أرقام مؤشر الإنفاق الشخصي للولايات المتحدة..
سيشهد هذا الأسبوع، أرقام هامة للولايات المتحدة الأمريكية على رأسها أسعار أرقام الناتج المحلي الإجمالي، وأرقام مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، أرقام السلع المعمرة، وأرقام إعانات البطالة..
وجاءت أرقام السلع المعمرة على انخفاض في الولايات المتحدة بنسبة 1.1% على أساس شهري في نوفمبر 2024، بعد ارتفاع بنسبة 0.8% في أكتوبر، وهو أسوأ بكثير من توقعات السوق بانخفاض بنسبة 0.4%، ومن المتوقع أن تُسجّل هذا الأسبوع 0.8%.
وعلى صعيد أرقام الناتج المحلي الإجمالي، سجل الاقتصاد الأمريكي نموًا سنويًا بنسبة 3.1% في الربع الثالث من عام 2024، وهو أعلى من 2.8% في التقدير الثاني وأعلى من 3% في الربع الثاني. وهو أكبر معدل نمو حتى الآن هذا العام، ومن المتوقع هذا الأسبوع أن تُضيف 2.7%.
والأهم أرقام التضخم المفضلة للفيدرالي، حيث من المتوقع أن تُضيف 0.2%، وذلك بعد ارتفاع مؤشر الإنفاق الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة، والذي يستبعد أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، بنسبة 0.1% على أساس شهري في نوفمبر 2024.
بنك كندا يستعد لخفض الفائدة مع تصاعد التوترات التجارية..

كمّا نعرّف فإن الشأن الكندي، من أهم ما يجب أن ننتبه إليه هذه الفترة خاصة بعد أن عاد ترامب؛ إلى منصبه يوم الاثنين، حيث أحيا الرئيس تهديداته بفرض رسوم جمركية على شركاء الولايات المتحدة التجاريين بما في ذلك المكسيك وكندا والصين..
وهذا الأسبوع سيكون من ضمن الأخبار الحاسمة، هى قرار الفائدة لبنك كندا، حيث من من المتوقع أن يخفض بنك كندا أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.00% يوم الأربعاء 29 يناير.
وأُجري بنك كندا خفض بمقدار 50 نقطة أساس في ديسمبر. ومع ذلك، كانت بيانات التضخم في ديسمبر أضعف من المتوقع..
بشكل عام، يدعم تباطؤ التضخم وتباطؤ الاقتصاد الحاجة لمزيد من التيسير، على الرغم من وجود حالة من عدم اليقين الهائلة مع تهديد التعريفات الجمركية من الرئيس الأمريكي ترامب التي تثقل كاهل الاقتصاد.. نتابع!!