تقرير الأحداث الاقتصادية لأسبوع 03 - 07 فبراير 2025!!
أسبوع اقتصادي حافل: صعود الذهب وتذبذب الأسهم وتحديات بنك إنجلترا، والأعين على سوق العمل الأمريكي..
أنهت الأسهم الأسبوع بشكل مضطرب وبأداء متباين؛ حيث ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) بنسبة 0.27%، في حين انخفض مؤشر S&P 500 (SPX) بنسبة 1%.فيمّا سجّلت مؤشرات التكنولوجيا القياسية ناسداك المركب (NDAQ) وناسداك 100 (NDX) خسائر أسبوعية بلغت 1.64% و1.36% على التوالي. وعلى الرغم من الانخفاض الأسبوعي، إلا أن الأسهم في منطقة خضراء ثابتة منذ بداية العام، حيث قاد مؤشر داو جونز الصناعي المكاسب.
تأثير الرسوم الجمركية الجديدة على أرباح الشركات الأمريكية والأسواق العالمية

شارت - يوضح سهم Apple $AAPL حيث سجل أفضل أسبوع منذ يوليو .. المصدر barchart
على الرغم من الأداء المُذهل لبعض الأسهم؛ يستعد المستثمرون لمواجهة تداعيات سياسة الرسوم الجمركية الجديدة التي أقرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي قد تؤثر سلبًا على أرباح الشركات الأمريكية وتزيد من الضغوط التضخمية.
فقد وقع ترامب يوم السبت على أمر تنفيذي يفرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا، و10% على الواردات من الصين؛ وهذه الخطوة، التي وصفتها الإدارة الأمريكية بأنها "خطط مؤقتة"، ستُفعّل بدءًا من يوم الثلاثاء.
وقد أثارت هذه القرارات مخاوف من أن الأسواق المالية لم تأخذ في الاعتبار بشكل كامل المخاطر المحتملة الناجمة عن هذه الرسوم، خاصة مع احتمال تأثر سلاسل التوريد العالمية وارتفاع تكاليف الإنتاج؛ وأكد ترامب أن الدول الثلاث (المكسيك وكندا والصين) لن تكون قادرة على منع تطبيق هذه الرسوم، رغم إشارته إلى احتمال إعفاء النفط الكندي من هذه الضرائب.
ومن ذلك فإن الأسواق قد تتفاعل بشكل سلبي مع هذه الخطوة، خاصة بعد أن كانت تدعم سياسات ترامب بشكل كبير في السابق. وأضاف أن هذه المرة قد تكون الأولى التي تتحدى فيها الأسواق سياساته بشكل علني.
وفي ظل انتشار الشائعات حول تفاصيل القرار، لا يزال بعض المستثمرين يأملون في أن تكون هذه الخطوة مجرد تكتيك تفاوضي من البيت الأبيض، وأن هناك مجالًا للتراجع عن هذه الرسوم قبل أن تدخل حيز التنفيذ.
ومع ذلك، يبقى التأثير الحقيقي لهذه السياسة على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية غير واضح بشكل كامل، مما يزيد من حالة عدم اليقين بين المستثمرين.
ارتفاع الذهب إلى مستويات قياسية وسط مخاوف تجارية وتوقعات صعودية من جولدمان ساكس

شارت يوضح أداء الملاذ الآمن على مدار عام - والعقود الآجلة تُضيف أرقام مُذهلة.. المصدر: yahoo finance
وصلت العقود الآجلة للذهب إلى مستويات غير مسبوقة يوم الجمعة، مما دفع محللي جولدمان ساكس إلى تجديد توصياتهم الصعودية للمعدن النفيس، وذلك في ظل تزايد التوقعات بفرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية على المكسيك وكندا.
وأكد المحللون أن حالة عدم اليقين المتصاعدة حول السياسات الأمريكية تُعزز دور السلع الأساسية، وخاصة الذهب، كأداة تحوط فعالة في محافظ الاستثمار.
وكتب المحللون في تقريرهم: "نرى قيمة كبيرة في الاستثمار الطويل في الذهب كتحوط ضد العديد من المخاطر، خاصة في ظل تصاعد التوترات التجارية والمخاوف المتعلقة بالديون الأمريكية". وأشاروا إلى أن هذه العوامل قد تكون المحرك الرئيسي لارتفاع أسعار الذهب في الفترة المقبلة.
وبلغت العقود الآجلة للذهب (GC=F) أكثر من 2860 دولارًا للأوقية يوم الجمعة، مسجلة بذلك أسبوعها الخامس على التوالي من المكاسب؛ وجاء هذا الارتفاع رغم قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، وهي خطوة عادة ما تكون بمثابة عامل ضغط على الذهب، حيث إن انخفاض أسعار الفائدة يحفز الطلب على الأصول.
وقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا، مع احتمال تطبيق إجراءات مماثلة على الصين بحلول الأول من فبراير. وحذر المحللون من أن مثل هذه الخطوات قد تؤجج حربًا تجارية وتؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي العالمي.
وأضاف محللو جولدمان ساكس: "سيناريو تصاعد الرسوم الجمركية سيعزز موقف المستثمرين النشطين في الذهب، مما يدعم التوقعات بارتفاع الأسعار التي نتوقعها بالفعل". كما أكدوا أن الذهب يظل أعلى توصياتهم الاستثمارية في قطاع السلع الأساسية، مدعومًا بعوامل هيكلية مثل شراء البنوك المركزية، وعوامل دورية مثل تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب.
ومنذ بداية العام، ارتفع الذهب بنحو 6%، بعد أن سجل نموًا بأكثر من 27% خلال عام 2024، مدفوعًا بالطلب القوي من البنوك المركزية الأجنبية وزيادة الاستثمارات في الصناديق المتداولة؛ وتوقع المحللون أن يصل سعر الذهب إلى 3000 دولار للأوقية بحلول الربع الثاني من عام 2026.
بنك إنجلترا يستعد لخفض أسعار الفائدة وقد يلمح إلى المزيد من التخفيضات

الأسواق تتوقع ارتفاع أسعار الفائدة من بنك إنجلترا، مقارنة بشهر نوفمبر ومصدر الصورة من Macrobond, ING
بعد تثبيت الفائدة الأمريكية الأسبوع الماضي، وخفض الفائدة الأوروبية، تتوجه الأنظار هذا الأسبوع لـ بنك إنجلترا..
ويتوقع خبراء الاقتصاد بالإجماع أن يخفض بنك إنجلترا سعر الفائدة القياسي إلى 4.5%، من 4.75%، في السادس من فبراير، عندما يقوم أيضًا بتحديث توقعاته للنمو الاقتصادي والتضخم. ويرى المستثمرون فرصة بنسبة 90% تقريبًا لخفض الأسبوع المقبل.
منذ نشر بنك إنجلترا توقعاته الأخيرة في نوفمبر- ظل الاقتصاد راكدًا وانخفضت مقاييس التضخم التي يراقبها صانعو أسعار الفائدة عن كثب الشهر الماضي - على الرغم من تسارع نمو الأجور بشكل غير متوقع.
ومع تقديم البيانات إشارات متضاربة بشأن التوقعات، سيكون المستثمرون حساسين لأي تغييرات في آراء أعضاء لجنة السياسة النقدية.
وفي ديسمبر، صوت ستة أعضاء لصالح إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير بينما أيد ثلاثة خفضها بمقدار ربع نقطة.
وقد يعطي صناع القرار في مجال أسعار الفائدة إشارة مبكرة لسؤال رئيسي يتعلق بتوقعات التضخم: كيف سيستجيب أصحاب العمل لميزانية الحكومة في الثلاثين من أكتوبر، والتي فرضت زيادة كبيرة في ضرائب الرواتب اعتبارا من أبريل.
اقتصاد الولايات المتحدة يسجل نموًا قويًا في الوظائف والتضخم مع نهاية عام 2024

الصورة هنا توضح، أرقام سوق العمل الأمريكي على مدار عام، من يناير 2024، وحتى ديسمبر… والمصدر من Trading Economics..
أضاف الاقتصاد الأمريكي 256 ألف وظيفة في ديسمبر 2024، وهو أكبر عدد في تسعة أشهر، بعد 212 ألف وظيفة معدلة بالخفض في نوفمبر، وتجاوزت مرة أخرى توقعات السوق البالغة 160 ألف وظيفة.
وبوجه عام؛ أغلق التضخم عام 2024 على نغمة قوية، حيث جاء مقياس الأسعار الذي يركز عليه بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الجمعة PCE أعلى بكثير من هدف البنك المركزي..
وارتفع مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي بنسبة 2.6% على أساس سنوي في ديسمبر، وهو ما يزيد بمقدار 0.2 نقطة مئوية عن قراءة نوفمبر وبما يتماشى مع تقديرات داو جونز.
باستثناء الغذاء والطاقة، سجل مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي قراءة بلغت 2.8%، وهو ما يتوافق أيضًا مع التوقعات ويماثل القراءة المسجلة في الشهر السابق؛ ورغم أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يأخذ في الاعتبار القراءتين، إلا أن المسؤولين كانوا يرون أن المؤشر الأساسي هو المقياس الأفضل للتضخم في الأمد البعيد.
والآن تتوجه الأعين لتقرير الوظائف والبطالة حيث سيكون لهم التأثير على الأسواق..