هل سيرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام؟
هل سيرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام؟
نجت الأسواق من رفع أسعار الفائدة للمرة الثانية عشرة، الأسبوع الماضي، عندما صوت مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي على إبقاء سعر الاقتراض القياسي ثابتًا، فماذا حدّث؟!
عبر هذا التقرير المُعمق سنعرّف..
قرار الفيدرالي الأمريكي
كانت الرسالة الرئيسية التي أعطاها رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، بعد قرار سعر الفائدة الصادر عن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة FOMC في نوفمبر؛ هي أن المسؤولين ليسوا متأكدين بعد من أنهم رفعوا أسعار الفائدة بما يكفي لكبح التضخم.
حيث جاء قرار الفيدرالي: بتثبيت سعر الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ 22 عامًا عند 5.25-5.5 في المائة.
توقعات الاقتصاديين
في التوقعات الاقتصادية التي تم تحديثها آخر مرة في سبتمبر، أشار المسؤولون لمراقبي بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى وجود زيادة أخرى في أسعار الفائدة، لهذا العام.
وإذا تمت الموافقة على هذه الخطوة، فإنه سيرفع سعر الفائدة إلى أعلى مستوى جديد له منذ 22 عامًا عند 5.5-5.75%.
ومن الممكن أيضًا أن يكون هذا هو الارتفاع الأخير في سعر الفائدة.
وتُظهر تلك التوقعات أن مسؤولا واحدا فقط يرى أن أسعار الفائدة سترتفع أعلى من ذلك العام المقبل.
ولكن:قد تكون هذه التوقعات غير سليمة، في بيئة اقتصادية متضطربة، حيث من المقرر أن يقوم المسؤولون بتحديث هذه التقديرات في اجتماعهم الأخير لهذا العام في ديسمبر 2023.
ماذا قال جيروم باول في المؤتمر الصحفي
كرر باول في المؤتمر الصحفي الذي عقده بنك الاحتياطي الفيدرالي بعد الاجتماع: أنه لم نتخذ أي قرارات بشأن الاجتماعات المستقبلية، ومن المهم؛ أن نقول إن السؤال الذي نطرحه الآن هو: هل ينبغي علينا رفع أسعار الفائدة أكثر؟
وكما نعلم أن إجابة هذا السؤال؛ تتوقف على الأرقام والبيانات الاقتصادية القادمة.
هل يجب على بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة مرة أخرى؟
سؤال صعب؛ الفيدرالي نفسه غير قادر على الإجابة عنه، فبعد أن يُقرر بنك الاحتياطي الفيدرالي ما إذا كان قد رفع أسعار الفائدة إلى مستوى مرتفع بما فيه الكفاية، تأتي بعد ذلك مهمة تحديد المدة التي يمكن خلالها الحفاظ على أسعار الفائدة عند هذا المستوى المرتفع تاريخياً.
وهو نقاش قد يتردد صناع السياسات في السماح للأسواق بالدخول فيه، خوفاً من احتمال حدوث ذلك قبل الأوان، حتى لا تغرق الأسواق في ركود أكثر إذا قام بالرفع، أو أن يعود التضخم للارتفاع مرة أخرى.
التجارب السابقة تؤجج تشدد البنك المركزي الأمريكي
يقول الخبراء إن مخاطر التراجع عن رفع سعر الفائدة، وبدء دوامة تضخم مفرغة أخرى، هي أبرز مخاوف الفيدرالي..
حيث أدى فشل بنك الاحتياطي الفيدرالي في وقف التضخم في السبعينيات إلى ركود مؤلم في الثمانينيات.
وقال باول في سبتمبر: أسوأ ما يمكن أن نفعله هو الفشل في استعادة استقرار الأسعار لأن سجل الأسواق واضح في ذلك؛ حيث يُمكن أن تكون فترة صعبة حيث يعود التضخم ويضطر الفيدرالي إلى تشديد السياسة مرارًا وتكرارًا.
رأي الاقتصاد الأمريكي
● يظهر الاقتصاد الأمريكي علامات واضحة على التباطؤ؛ حيث ارتفع نمو الوظائف الشهر الماضي بأبطأ وتيرة منذ يونيو، حيث أضاف150 ألف وظيفة في الشهر.
●لكن هذا التباطؤ لا يبدو مثيرا للقلق بعد، وحتى مع قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس منذ مارس 2022.
● والبطالة لا تزال عند أدنى مستوياتها التاريخية أقل من 4 في المائة.
●وارتفع الاستهلاك في سبتمبر بنسبة 0.7 بالمئة عن الشهر السابق، وهي أسرع وتيرة في ستة أشهر، وفقا لبيانات وزارة التجارة.
●وأظهرت أرقام الناتج المحلي الإجمالي أن الإنفاق الجيد في الصيف ساعد النظام المالي على النمو بأسرع معدل – 4.9% في الربع الثالث من عام 2023 – منذ عام 2021.
وإلى الآن؛ المستثمرون غير مقتنعين بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون قادرًا على المتابعة في طريقه.
فعلى الرغم من إشارة بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه لم يتخذ قراره بعد، إلا أن معظم المشاركين في السوق ما زالوا يفترضون في الغالب أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من الرفع ، وفقًا لبيانات أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME.